منتدى بغدادي حبيب عمري بنات و شباب العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اكبر تجمع للعراقين من جميع انحاء العالم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مُاًبعًدَ مّوتٌ زًوَجًهٍاٌ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
S A R M A D
Admin
S A R M A D


عدد المساهمات : 121
نقاط : 91070622
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 37
الموقع : الـــــــســويــــــد

مُاًبعًدَ مّوتٌ زًوَجًهٍاٌ Empty
مُساهمةموضوع: مُاًبعًدَ مّوتٌ زًوَجًهٍاٌ   مُاًبعًدَ مّوتٌ زًوَجًهٍاٌ Emptyالسبت يوليو 11, 2009 6:43 am


تتساقط قطرات ماء تساقط مطر خفيف ليصل خريرها مدركها وترتحل مع صداها لعالم آخر مهدته جميع الظروف من منخور ذاتها إلى أغوار تلك السماء المعتمة.
هكذا كان شعور تلك الفتاة عندما توقف الصنبور لانقطاع الكهرباء.
استدارت ناحية النافذة تتبين الأمر فلم تزد بداخلها غير الخوف.
أطراف كثيرة لا حصر لها من الظلال تحت ذلك الضوء الأصفر الباهت القادم من زجاج نافذة الشقة العلوية توحي بالرعب.
وما بال تلك الرياح لا تنتهي!,
هل أحد ما يسوقها إلى هذه العمارة بالتحديد أم هي محض صدفة لا علاقة لها بتلك الهواجس المتتالية بلا توقف؟.
ما كان بإمكانها إلا إغلاق النافذة لتحاشي سماع الخربشات ومنه خفت النور وازدادت هيمنة العتمة والرعب.
تحسست بيديها الحائط وهدتها ذاكرتها إلى الوصول لطرف الشماعة ومنه إلى كتف البشكير الذي لفت به جسدها العاري المبلل.
بعد الاحتماء بشيء من الأمان قفزت في ذهنها فكرة الإضاءة,
ففتحت الحمام وانزوت ناحية اليسار حاذرة ان تصيب شيئا ما من على الأرضية وأخيرا وصلت للدرج الثالث وتناولت منه نصف شمعة,
امسكتها باستئناس واطمئنان لم يدما,
فأين الكبريت!, حيرة لا نهاية لها وآلاف من الاحتمالات, فأين ارتحل ذلك الزمان الذي ما كانت تفارقها الولاعات وعلب الكبريت!,
بعد زحف دقائق تداعت لذاكرتها صورة الكبريت فوق التليفاز كأن الوحي نزل عليها.
اقتحمت الصالة مدفوعة متنهدة في خطوات متقهقرت,
مدت يدها لكن التليفاز ليس هنا.
أطرت محيط البوفيه بلمستها المرتعشة وكل ما يقابلها تتحسسه من مجلات فنية وموسوعة عن الفراعنة ورواية لنجيب محفوظ وأخريات لم تتبينها إلى أن تنهدت لاصطدام يدها بالتليفاز, وياللعجب!, لا يعرشه إلا صورة والدتها المبروزة.
وعاد السؤال مرا علقما في يأس يطرق الأذهان: فأين الكبريت.
وبعد نصف ساعة من القلق والرعب تذكرت..
أن سامي ابن أختها كان يلعب به وبعثر أعواده في أماكن عدة.
‘‘تحت السجادة‘‘ وانطلقت تتحسس تحت السجادة والأرائك والكراسي وجميع قطع الأثاث وما وجدت شيئا.
كيف ستجد أعواد الكبريت وسامي مات من زمن بعيد!, مات قبل الحادثة التي توفى فيها زوجها بثلاثة سنوات,
ولكن..
لمَ تتذكر سامي الذي لم تذكره ألبتة حتى لزوجها الذي عاشرها سنة ونصف!.
انتهب تركيزها الرعب من جديد فهرب كل شيء تفكر فيه وذهبت مباشرة للمطبخ وفتحت الدرج الثالث وتناولت منه علبة كبريت وأشعلت نصف الشمعة.
أحست بالبرد فما زالت عارية إلا من البشكير فاتجهت لحجرة النوم غير أنه استوقفها باب الشقة الذي كان مفتوحا.
‘‘متأكدة أنني أغلقته جيدا فكيف كيف؟‘‘ ألقت نظرة خائفة لخارج الشقة, لم تلحظ فيها إلا سلة المهملات وباب شقة جارها الذي لا تعرف اسمه بعد.
انتبهت أنها واقفة أمام الباب ناظرة للباب الآخر بعين مراهقة وجسدها لم يزل عارٍ.
أغلقت الباب ممتعضة عليه ثم فتحت حجرة النوم واتجهت لخزينة الملابس وهناك كاد عقلها يطير,
أين تلك الملابس اللعينة!!!, وتذكرت..
أنها لم تحضر ملابسها من عند صديقتها سلوى,
فمنذ أن خرجت من المصحة النفسية بعد موت زوجها بأيام لم تعد لعشها الجميل, شقتها.
لا إنها أعادتها في حقيبة سفر بنية ذات يد واحدة, وهاهي فوق الدولاب,
رفعت الشمعة لأعلى وأسقطت الحقيبة دون أن تميز وجود يدين من وجود يد واحدة فاللون البني قد خدعها.
فتحت الحقيبة الفارغة ونظرت لمحتواها باستغراب ثم صرخت وهرولت لباب شقتي تطرقه بقوة.
...




فقت من نومي على صوت طرق كطبول حرب.
وجدت الظلام يخنقني بإحاطته لي فجال في خلدي أنه الكابوس المعتاد لكنه كان في هذي حقيقة.
وظل يزداد الطرق حتى تيقنت الحقيقة وتخبطت حتى فتحت الباب.
فإذا بفتاة ممسكة شمعة صغيرة,
سألتها عما حدث؟,
أجابتني بجري من يدي كحقيبة السفر وأدخلتني شقتها بكلمات متقطعة يقطعها الخوف تقطيعا.
استنكرت كيف سأتفقد المكان في هذه الظلمة الحالكة؟,
لأجد المجيب تلك الشمعة التي فطنتها
تستغيث من الموت, ذاب ثلثاها وما تبقى غير الأخير.
انتهينا من التفتيش إلا حجرة النوم.
وبمثابة وطئها عادت الكهرباء وزال الغمام.
لووت رأسي بالكامل نحوها.
كانت في شبه عرىً تام,
جسد نحيف متناسق القوام محفوف بالسحر مجن للعقل الذي يهوى الجمال.
صرخت صرخة قوية كالمجنونة قبل احتضان فانلتي الممسوحة المبلولة بالعرق.
تحركت يدي فوق رأسها تهدئها.
_اهدئي عزيزتي.
_هااااااااااه هااااااااااه, قالتها متنهدةً ورعشتها لم تنته بعد.
_أنا معك لا تخافي, ولا تخشي شيئا, الحياة هادئة والكهرباء عادت, وأنا معك,
أين ملابسك؟.
أشارت بإبهامها المرتعش على خزينة الملابس.
تقدمت وتناولت عباءةً سوداء
وقدمتها إليها لكنها ما إن رأت العباءة
إلا وتسمرت كالمسمار المدقوق بالكامل
فألبستها إياها وحنيت على شعرها وأدخلتها تحت الفراش.
وإلى أن نامت كالطفلة لم أبرح مكاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baghdady.mam9.com
 
مُاًبعًدَ مّوتٌ زًوَجًهٍاٌ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بغدادي حبيب عمري بنات و شباب العراق :: :: المنتدى الأدبي :: :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: